أقام نادي أدب قصر ثقافة السويس برئاسة ا. هويدا طلعت احد فعالياته بمحاضرة بعنوان ( تأثير الفلسفة علي المنتج الأدبي )
ارتبطت الفلسفة ومازالت ترتبط بمجالات فكرية متعددة من ضمنها مجال الأدب. رغم الاختلاف الكبير بين المجالين من حيث اللغة والهدف ومجال الرؤى هناك سمات مشتركة تجمع بين هذين العالمين أهمها البحث عن الوجود وماهيته، والذات وسبر أغوارها، وفي مدى ارتباطها بالكون وبأحداث عصرها المتغير.
لقد برزت مفاهيم عميقة تدرس علاقة الفن والفلسفة والمجتمع و تحاول الربط بين التجربة الأدبية الإبداعية والفلسفة كمجالين معرفيين بامتياز. إن إشكالية العلاقة بين هذين المجالين المعرفيين قديمة قدم بدايات التفكير الإنساني وإدراك الفكر قضايا الوعي بالذات والعالم . الفلسفة باعتبارها بحثا عن الحقيقة تتوسل باللغة والأدب يبني عالمه على اللغة أيضا. فاللغة هي القاسم المشترك بين المجالين ولكن ليست اللغة فقط وإنما هناك علاقة أخرى تجمع بينهما وهي علاقة معرفية فما تتوصل إليه الفلسفة يجسّده الأدب بأجناسه المختلفة من شعر وقصة ورواية ومسرح، وتعود فكرة التضاد بين الفلسفة والأدب إلى عهد الإغريق حيث رفض الفيلسوف أفلاطون وجود الفن والشعر والشعراء في مدينته بحجة أن الفن عموما والشعر خصوصا يقومان على مفهوم المحاكاة واتخذ مفهوم المحاكاة مفهوما دونيا لأنه يحاكي العالم الحسّي والشعر عنده إيهام بالحقيقة، بينما الفلسفة ترتبط بالعلم أي بالحقيقة فأخذ مفهوم الأدب مفهوما دونيا قياسا على هذا المفهوم الذي بقي تأثيره في الفكر الإنساني لفترة زمنية طويلة. من جهة أخرى رأى الفلاسفة المسلمون الشعر وسيلة من وسائل توصيل رؤاهم الفلسفية عبر القوالب الشعرية فأخذ المنظور إلى الشعر وجهة مختلفة حيث وظفوا الأفكار والرؤى الفلسفية، فالجاحظ مثلا كان يعرض أفكار المعتزلة في قالب شعري ولقب أبو حيان التوحيدي بأديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء واشتهر أبو العتاهية في شعره بإثارة قضايا فلسفية عميقة منها قوله:
لكل شيء معدن وجوهر وأوسط وأصغر وأكبر
وكل شيء لاحق بجوهره أصغره متصل بأكبره
من لك بالمحض؟ وكل ممتزج وساوس في الفكر منك تعتلج
لكل إنسان طبيعتان خير وشر وهما ضدان
تأثر الأدب بالرؤى الفلسفية على مرّ العصور كما استعمل الفلاسفة بعض الأجناس الأدبية للتعبير عن نظرياتهم الفلسفية كما تمثل في محاورات سقراط مع تلاميذه وفي غيره من الأعمال الفلسفية التي اتخذت من الأجناس الأدبية حقلها المعرفي . حاضرها الأديب الكبير/عادل أبو عويشة وادار اللقاء الأديب . مجدي متولي واعقبها أمسية شعرية كبيرة لكوكبة من شعراء السويس. ‘ادارها الشاعر القدير/عبد الحميد حسن