. إذا ما ذكر اسم غسان كنفانى تذكر أغلبنا واقعة اغتياله وأدبه ونضاله من أجل القضية الفلسطينية، فى الثامن من أبريل وفي يوليو في كل عام، نتذكر واقعة الاغتيال التى قام بها الكيان الصهيونى الإسرائيلى، وربما يتذكر البعض بعض الأرقام التى تبزر إلى أى مدى لم يكن اغتيال غسان عاديًا.
أولاً: كان غسان كنفانى يعيش مع أسرته فى حى المنشية بيافا، وهو الحي الملاصق لتل أبيب، الذى شهد أولى حوادث الاحتكاك بين العرب واليهود عام ١٩٤٨ إثر تقسيم فلسطين، فخرج غسان إلى “صيدا” فى جنوب لبنان مع أسرته المكونة من أبوين وسبعة أشقاء.
***بالنسبة لواقعة الاغتيال التى نتذكرها، فعلينا ألا ننسى أنها لم تكن محض قنبلة تم زرعها في سيارته فحسب، فالتحقيقات الأمنية كشفت أن كمية الديناميت التي تم استخدامها بلغ وزنها 5 كيلو جرامات، بالإضافة إلى وضع قنبلة بلاستيكية فوق ماسورة العادم حتى تنفجر القنبلة والديناميت فى وقت واحد بمجرد أن يعمل المحرك، وكأن الهدف ليس اغتياله فقط، بل قتل أى محاولة ولو كانت نسبتها لا تتعدى الـ1% لإنقاذه، ولمن لا يعرف، فلو كانت السيارة داخل جراج المنزل الذى يسكنه، لكان بإمكانها المبنى بمن فيه، كما ذكر الخبراء.
*** وفقًا لما ذكر آنفًا، فلم يكن غريبًا على رجال الأمن أن يجدوا أشلاء صغيرة لجسد غسان كنفانى متناثرة أنحاء التفجير، إلا أنهم عثروا على إحدى يديه أعلى منزل مجاور.
*** لم يكن فى السيارة أثناء التفجير غسان كنفانى وحده، بل كانت برفقته ابنة شقيقته لميس حسين نجم، التي أصرت في هذا الصباح على أن تذهب معه، بعدما جاءت مع والدتها من الكويت لزيارته، حيث كانت شقيقته تعمل بالتدريس هناك.
***لم تعرف لبنان قبل اغتيال غسان كنفانى ظاهرة السيارات المفخخة، فلم تكن قد انتشرت بعد، ما جعل واقعة الاغتيال هى الأولى فى لبنان.
***قبل اغتيال غسان كنفانى، قامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي كان غسان من أبرز زعمائها بعملية فدائية في مطار “اللد” داخل إسرائيل أسفرت عن مقتل بعض الإسرائيليين، وقامت إسرائيل بالرد على هذه العملية بهجوم على جنوب لبنان، أعقبته باغتيال غسان، باعتبار ألمع الرموز الفلسطينية والمنادين بضرورة تحرير فلسطين بالمقاومة المسلحة، فهو من قال “كن رجلاً تصل إلى عكا فى غمضة عين، أما إذا كنت لاجئاً فقط فلن تراها أنت ولن يراها حتي أحفادك”.