تأليف/ جاسم محمد صالح
فكر الأرنب الصغير مع نفسه وقال
– الشمس تشرق من الشرق وتغيب في الغرب … آه لقد مللت ذلك
وبدأ يقضم جزرة كبيرة بأسنانه القوية قال:
– سأجعل الشمس تشرق من الغرب وتغيب في الشرق , سأستعمل ذكائي في إقناع الشمس بذلك
كانت شجرة البلوط تستمع إلى كلامه فحركت أغصانها ضاحكة وقالت :
– لن تستطيع أن تقنعها فالشمس أذكى من أن يخدعها أرنب صغير مثلك
قفز الأرنب الصغير في مكانه مستغربا وبدأ يدور حول شجرة البلوط ويهز بقوة أغصانها المتدلية وقال:
– سأفعل ذلك, إن ذكائي اكبر مما تتصورين , سأتمكن من إقناع الشمس بسهولة
ركض الأرنب الصغير باتجاه الغرب , حيث بدأت الشمس بالغروب وهو يصيح بأعلى صوته :
أيتها الشمس … أيتها الشمس أنت يا صديقتي
استغربت الشمس من صياح الأرنب الصغير فالتفتت إليه متعجبة فهي لم تتعود أن تسمع أحدا يناديها بصوت عال , لكنها مع هذا سألته عما يريد فأجابها الأرنب الصغير :
– أريد إن تشرقي من الغرب وتغيبي في الشرق , لقد أخبرت شجرة البلوط بأنك ستلبين طلبي هذا فأنت طيبة يا صديقتي.
ضحكت الشمس وهي تختفي وراء الأفق وقالت:
– لا استطيع ذلك , فأصدقائي هنالك في شوق كبير لوصولي اليهم
وفي لحظات اختفت الشمس وبدأ الظلام ينتشر.
وقف الأرنب الصغير في مكانه حائرا وهو يفكر :
– ترى ما ذا سيقول لشجرة البلوط ؟ بعد أن رفضت الشمس طلبه ؟
رجع الأرنب الصغير إلى حفرته القريبة من شجرة البلوط متخفيا وحاول ان يختبئ فيها من دون أن تنتبه إليه شجرة البلوط ولكن فجأة ناداه صوت قوي :
لقد فشلت في إقناع الشمس بما تريد , لا تهرب من الحقيقة.
خجل الأرنب واقترب من شجرة البلوط بخجل محاولا الاعتذار لكنها لم تنتظر سماع اعتذاره وبدأت تهز أغصانها بقوة حتى تتساقط ثمارها فوق رأس الأرنب الصغير الذي نسي في تلك اللحظات كلمات الاعتذار وقرر الهرب مبتعدا لتخليص نفسه من ثمار البلوط المتساقط ومنذ ذلك اليوم قرر الأرنب الصغير أن لا يقول شيئا غير قادر على تحقيقه .