بقلم الشاعر / محمود جمعة
شُرفًةُ و يًمامةُ
وردَةُ و أصّيصُ فُخَارُى
هذهِ الشُرفَةُ زينَتُها أنتِ
و كوبُ الشاي على النُضد أمامكِ
يرسلُ إلي السماءِ بُخارَهُ
شراباً للملائكة
أنتِ على كرسيَّك الهزازِ
تتأرجحين ناظرةً إلى لاشيء
و أنا أمكثُ إلي جواركِ
قلبي يعزفُ إيقاعاً أفريقي
و فى يدي وردةُ
تضحكُ من ارتعاشِ أصابعى
و تنتظر لحظةَ أقدمها إليكِ
لتسكنُ خصلاتِ شعرِكِ
أو تقبلُ بشرةَ وجهكِ
حين تهُمي باستنشاقِ عبيرها
يا سيدتي
هل لي أن أسألك
لماذا يبدو كل ما تفعلين جميلا
و لماذا
و أنا العابثُ الذي
لم يعشقْ روتينَ الأمكنة
كانت حياتي فى حقيبة يدي
لماذا ارتضيت أن أشاركك الشرفةَ
و المقامَ
و السرير َ
و رواية مبهجة
و لماذا أراقبك حيناً و حينا
في الشرفة
و الردهة
و المطبخ
و حين إلي الأولاد تجلسينَ
فيبدو كل ما تفعلين جميلا
صراخُك على قطةِ الجيران
حين تدخلُ مطبخك
دموعكِ
حين تحترقُ الكعكة فى موقدك
وجهك المتبرج بالدقيق
أصابعك الممزوجة بالعجين
و أنت تتراقصين
على أنغام أغنية شعبية ماجنة
يا سيدتي
جئت أسألك
أحوريةُ أنت ؟
و أنا انتقلتُ إلي الحياة الآخرة ؟
أأدخلني الله الجنة ؟
و أنت جائزتي المبهرة؟
أم أنني
حين فتحت حقيبة يدي
للمرة الأخيرة
لم أرى فيها سواك سبيلا
و رأيت كل ما تفعلين جميلا