لم أكن أنوي الموتً حياَ
لكننى أُرغمتُ
الصمتُ يسكن غرفتى
و جبهتى معقودة الجبين
لحظات .. و دخلت أبنتى الكبرى
ألقتْ السلامَ نهنات خُضر
قرأتْ ما تيسر من أشعارى
ثم غادرتْ كسيرة
الإضاءةُ تملأ الغرفةً
و الظلامُ يملأُنى
حين جلست أبنتى الوسطى على السرير بجانبى
مدتْ ذراعها تحت رقبتى
مالتْ عليّ
و طبعتْ قبلةَ دامعةَ على وجنتىِ
لم تنطق بكلمة
فقط ابتسمتْ
و حين توردت وجنتى إثر قبلتها
سحبتْ ذراعها
أطفأتْ النور
و انسحبتْ فى هدوء..
الليلُ لا ينتهى
و أجدنى أتمتم لا يسمعنى سواى
أُلقى أشعاراً لم أكتبها حياً
عن الموت و الحياة و الحب
كان أبنى يصبُ الماءَ فى كوبٍ زجاجي
يرقد فوق منضدة بالجوار
ثم يغرس فيها ثلاثة ورودٍ ذابلات
كان يهبها حياةً
لم يستطع أن يمنحنى إيّاها
ثم ألتفتَ ينظرُ إليّ
و صامتاً رحل
وحدي أصاحب الموت حياً
فيرفض صحبتي
فى الصباح
حين تفتحتْ الزهرات
أضاءت بداخلى قصيدة
لم أكن لأكتبها
لو ما نويت الموت حياً
#محمود_جمعة