بقلم…أحمد عايد.
لَا تَحْتَوِيْنِي الْمُفْرَدَاتُ.
كَأَنَّنِيْ لاَ شَيْءَ.
لَكِنِّيْ أَنَا الأَشْيَاءُ:
جَوْهَرُهَا، وَحِكْمَةُ صَمْتِهَا،
وَتَنَاسُلُ الْمَعْنَى مِنَ الْمَبْنَى،
تَنَزُّلُ دَهْشَةٍ مِنْ فِكْرَةٍ
…
وَتَنَبَّأَتْ بِيْ خَفْقَةُ الأَوْتَارِ فِيْ عُوْدِ الْقَصِيْدَةِ،
وَالْمَدَى فِيْ غُرَّةِ الأَيَّامِ.
وَانْفَرَطَتْ فَرَادِيْسِيْ عَلَى الدُّنْيَا،
وَغَرَّدَتِ الْعَصَافِيْرُ الْجَمِيْلَةُ فِي الْخَمِيْلَةِ.
فَجْأَةً! غِبْتُ..
انْتَهَتْ حِكَايَاتِي/ فُصُوْلُ الْقِصَّةِ الْحَمْقَاءِ
هَلْ يَكْفِيْ بَهَاءُ الْحَرْفِ يَا أَلَمَ الْمَدَى؟
*
هَذَا ابْتِدَاؤُكِ –يَا حَيَاةُ– مِنَ الْمَوَاجِعِ
عَالَمَانِ مِنَ الْمَشَاعِرِ
عَالَمٌ تَبْيَضُّ فِيْهِ الْمُفْرَدَاتُ،
وَعَالَمٌ تَسْوَدُّ فِيْهِ الْمُفْرَدَاتُ..
كَأَنَّ شَيْئًا مَا تَمَاهَى فِي الْوُجُوْدِ،
وَكَانَ أَكْثَرَ قَسْوَةً مِنْ غُرْبَةِ الإِنْسَانِ فِيْ أَوْطَانِهِ!
هَوَ ذَاْ جَحِيْمُ الْكَوْنِ يَكْبُرُ دَائِمًا،
وَيَظَلُّ فِيْ رُوْحِ الطُّفُوْلَةِ شَاعِرٌ
يَتَذَكَّرُ الأَحْدَاثَ مُنْذُ مَجِيْئِهِ تِلْكَ الْحَيَاةِ:
بَرَاءَةَ الدَّمْعَاتِ فِيْ خَدَّيْهِ،
وَالآذَانَ يُشْرِقُ فِي الْفَضَاءِ،
وَحِضْنَ جَدَّتِهِ،
وَنَخْلَ الْحَقْلِ،
وَالنَّحْلَ الْمُحَلِّقَ فِي الأَعَالِيْ،
رَفَّةَ الأَطْيَارِ فِيْ عَيْنَيْهِ،
طَعْمَ الْخُبْزِ –ظُهْرًا- طَازَجًا،
كُتَّابَ قَرْيَتِهِ،
وَضِحْكَةَ أُمِّهِ.
.
فِيْ سَاحَةٍ
كُنَّا نُطَارِدُ بَسْمَةً
نَجْرِيْ وَرَاءَ فَرَاشَةٍ
وَنَمُدُّ أَيْدِيَنَا..
عَسَى أَنْ نُمْسِكَ الأَحْلاَمَ
كَمْ كَانَ الصَّدَى حَيًّا هُنَاكْ!
.
خُذْنِيْ إِلَى تِلْكَ الْمَدِيْنَةِ، حَيْثُ كَانَ الشِّعْرُ
أَوَّلَ نَزْوَةٍ فِيْ شَهْوَةِ السَّهَرِ الطَّوِيْلِ،
وَكَانَ لِيْ عَيْنُ الْفَتَاةِ، تَقُوْلُ عَيْنَاهَا قَصِيْدَةَ شَاعِرٍ مُتَمَيِّزٍ
وَأَفَقْتُ وَالْكَلِمَاتُ حَيْرَى فِيْ كَرَارِيْسِيْ
.
هَنَا..
حَيْثُ ابْتَدَأْنَا الصَّمْتَ يَا قَلَمِيْ
وَجَدْتُ اللهَ
لِيْ لَفْظُ الشُّيُوْخِ/
نَقَاوَةُ الإِيْمَانِ/
صِدْقُ الْحُبِّ..
تَحْتَلُّ الْمَسَاجِدُ مُهْجَتِيْ
*
قُلْ لِيْ –صَدِيْقِيْ- هَلْ سَتُوْقِنُ بِالْحَيَاةِ؟
*
أَأَسْتَطِيْعُ الآنَ أَنْ أَبْكِيْ –صَدِيْقِيْ-؟
كُلُّ شَيْءٍ مُوْجِعٌ فِيْ هَذِهِ الدُّنْيَا
تَمَرُّ السَّارِقَاتُ سَعَادَتِيْ فِيْ،
ثُمَّ أُصْبِحُ عُزْلَةً!
*
وَكَأَنَّنِي اللاَّ شَيْء حِيْنَ تَكَاثَرَتْ أَسْمَاؤُهُ
إِنِّيْ بَيَاضُ الشِّعْرِ فِيْ كَفِّ الصَّدَى
أَحْتَاجُ كَوْنًا مَا يَلِيْقُ بِضَحْكَتِيْ، وَبِدَهْشَتِيْ، وَبَرَاءَتِيْ
نَحْنُ الْبَيَاضُ الْفَذُّ فِيْ كَفِّ الْمَدَى
نَحْتَاجُ كَوْنًا مَا يُنَاسِبُ بَوْحَنَا وَقُلُوْبَنَا
وَالْكَوْنُ غَيْرُ مُلاَئِمٍ لِبَيَاضِنَا!