(ظَنَّ أني شارعٌ)
البقال
الذي رشني بالماء
لم يكن يقصد -للأمانة-
أن يُبللني.
ظن أني
شارعٌ.
وحتى
لا أخيب ظنه
ذبتُ تماماً في الوحل.
وحين مرت سيارة مسرعة
من أمامه
وجدني عالقة على شاربه
وعلى ساعديه
وبنطاله الساقط.
____________
(أن تغيب بحق)
أحبُ الأشياء
التي تتمرد عليّ
وتترك المكان
الذي وضعتها فيه.
أحبُ هذه الأشياء
جداً.
وأود لو أفتح لها الباب
لتمشي
لتغيب بحق.
لكن الباب هو الآخر
لا يستقر على
حالٍ.
أحياناً أجدهُ
مكان السقف
وأحياناً أجدهُ
مكان الشرفة
ومرة وجدتُهُ
مكان باب الثلاجة.
وأنا لا أريد
لهذه الأشياء
أن تموت
أو
تتجمد
أريدها فقط
أن تمشي
أن تغيب بحق.
____________
(النافذة)
لم تكن النافذة تريد سوى
أن تطل منها امرأة تلوح لأحدهم
كي تطلب منه -آسفةً- أن يجلب لها من الكشك
سجائر، أو علبة لبن لرضيعها الذي يصرخُ.
لم تكن النافذة تريد سوى
أن تقوم بدورها؛
أن تُشرع في النهار
وأن تمر من أمامها القطط
والكلاب والسيارات
والناس أيضاً.
لم تكن النافذة تريد سوى
أن تغمض أضلافها
في الليل.
لم تكن النافذة تريد سوى
أن تظل نافذة.
إسراء النمر
من ديوانها الأول:العيون التي غادرت سريعا
الصادر عن الهيئة العامة للكتاب
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020