بقلم الأديب / مجدى متولى
اتكأ بظهره إلى الحائط , أرخى جسده على الأرض , وطال معه الصمت. يبدو عليه الوجوم . تزداد ملامحه شحوباً وأصفراراً.. اقترب منه عطوه واضعاً يده على كتفه هامساً فى أذنه : إن الخطب عظيم . نظر فى عينيه وهو يمضغ صبره بإنكسار.. هز رأسه لأسفل عدة مرات , ثم همس : قد رأيت مصائب عدة , كل مرة يحفظ التحقيق بعد أن يقع من يقع كصغائرالشرر طالت نظرات عطوه محدقاً فيه هامساً بهدوء : لكن الأموات كثيرون!! إعتدل ثم نظر ناحيته قائلاً : صدقنى ياعطوه من يموت الآن اكثر راحة من أناس آخرين . يعيشون بأجسامهم , وهم فى الحقيقة ميتون من زمان, دائماً نتشدق بعبث الوجود , ونعبرعما يجيش بداخلنا من وهن , بعدها نخرج العويل , وزيف الصرخات تملأ المكان . صمت طويلاً.. يحمل دهشته , ودغدغة صوته تنم عن حمل أثقل كاهله . نظرعطوه فى ملامحه , قد توقف النبض واستسلم للزيف الراهن , واتسعت دوائرالوهم , وضاعت ملامحه مع خطى الأقدام المتداخلة , ورائحة الموت تخترق حدود المكان , والتوابيت تزين الأسفلت . قبل أن يفيق عطوه من تأملاته.. إنطلق عم أحمد بمحازاة القضبان متجهاً إلى المزلقان , وهويهذى بكلمات.. : كلكم ميتون.. كلكم ميتون….