محمد الراوي .. صانع أساطير السويس
************
كلما رآني منحني البهجة والكتب والمجلات ،ودعاني إلى قراءة كونديرا والإستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية ،أول من علمني أن للقصيدة عالم ينتمي للسرد ، وأن للرواية لغتها الشعرية عندما أهداني نسخة مصورة من روايته الأجمل “الزهرة الصخرية” كنت قد قرأت أعماله فى أدب الحرب (الركض تحت الشمس _عبر الليل نحو النهار -الرجل والموت ) تعرفت على هذه المدينة الشبحية التي تحيا برغم الحروب كما لو كنت لم أرها من قبل ،عندما رأيته بعد رحيل صديقه الصدوق الشاعر كامل عيد رمضان لم يكن وجهه بنفس بهجته ،منحني إبتسامة الفقد وانطوى بعيدا بلا ذاكرة تؤرقه ، ظلت أساطيره بداخلي تدفعني إلى الحياة ، أتذكر بشاشته وقفشاته الضاحكة التي تتوارى خلفها هواجس الموت والفناء ، لم ينجرف إلى خطابية جيله وكتابة الأزمة ،كان متأملا لواقعه وأحداثه الملتهبة يرصده ويفككه بهدوء راهب ،يطرح سؤاله الوجودي ،ويعكف على تجربة هامة فى الرواية العربية ، بجانب كتابته النقدية كان له الفضل فى تشكيل ملامح جيل مابعد الحرب فى مدينة السويس وخارجها من خلال ندوة “الكلمة الجديدة “ومطبوعاتها “الماستر “التي كانت تعد وسيلة هامة من وسائل نشر الأعمال الأدبية وقتها كما يعد الراوي من أهم كتاب جيله فى القصة والروايةبرغم بعده عن المركز وتستحق أعماله أن تكون أكثر انتشارا مما قبل ،كانت أخر رواياته “تل القلزم”قد صدرت عن قصور الثقافة عام 98 وجاء الوقت ودائما مايجيئ متأخرا لطباعة أعماله الإبداعية الكاملة من هيئة قصور الثقافة أو هيئة الكتاب أو المجلس الأعلى للثقافة كما يليق بهذا الرمز المنير .
شاهد أيضاً
“عبقرية أبو النجوم ” بقلم الشاعر حاتم مرعى
عبقرية أبو النجوم ” مر الكلام زي الحسام يقطع مكان مايمر /أما المديح سهل ومريح …